Futurisme العمارة المستقبلية


العمارة المستقبلية

فن الفراغ والفوضى المهندسة!

هل تحلم بمسكن لا تكبح انسيابيته قوانين هندسية تقيده بشكل جامد! مسكن لا يفرض شكله الخارجي على مجموعاته الفراغية الداخلية وتغيراته المفاجئة في الارتفاع تصميماً معيناً. مسكن حر، منفعل، راقص أحياناً.. أو طائر في أحيان أخرى، يشبه المنطاد أو سفينة فضائية، فراغاته الداخلية غير متوقعة، فمنظره الخارجي لا يشي بما يحتويه من فراغ.. مسكن يفاجئ كل من يدخله لأول مرة، فهو لا يشبه البيوت.. ليست هناك غرفتان وبينهما دورة مياه، ليست هناك صالة ويتوسطها سلم رخامي، ولا مجلس مستطيل أو مربع، ولا نوافذ مرسومة في نصف الجدار وتطل على الشارع. مسكن متفرد يختلف عن البيوت المكعبة التي تخضع لكَمٍٍّ من القوانين التي لا تستطيع منها فكاكاً. إن كنت تحلم بذلك، فأنت تحلم بمسكن مستقبلي. لا يخضع لقوانين عفا عليه الزمن، فهو حداثي يتبع حركة معمارية جديدة……………………………

ربما، غداً تجعلنا متطلبات العصر نلجأ إلى العمارة المستقبلية الشبيهة بالأبنية التي تظهر في أفلام حرب النجوم. هذه المباني الغريبة بدأت تظهر على الأرض معلنة عن وجودها الحقيقي في عالمنا الواقعي، نافية أن تكون مجرد تهيؤات بصرية أو تشكيل ناتج عن برمجيات هندسية. إنها حقيقية وقائمة، لكنها ليست بالظاهرة التي تجعلها معتادة. هي أيقونات تعلن عن نوع جديد من العمارة المستقبلية متناثرة في العالم ومصممة بأسلوب أخاذ.
فن العمارة  جديد ة وجدت لها مؤيدين كما تصدى لها معارضون.

المستقبلية Futurisme 

اصطلاح اشتق من الإيطالية futurismo التي أخذته من اللاتينية  futurum (المستقبل)؛ ليدل على حركة من أهم حركات الفن الأوربي الطليعية في العقدين الأول والثاني من القرن العشرين. وقد لاقت هذه الحركة أكبر تطور لها في إيطاليا وروسيا، وطالت مبادئها وأفكارها حقول الفن بأجناسه المختلفة فوجدت تعبيراً لها في الأدب والموسيقى والمسرح والسينما، وفي نظرية الفن
ونظرية الأدب، وامتدت من إيطاليا وروسيا إلىألمانيا وإنكلترا وفرنسا وبولندا.



*هي طراز معماري معاصر وحركة فنية طليعية. يعود تأسيس هذا الاتجاه إلى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. كما يمكن أن يُنظر إليه على أنه خروج عن مبادئ عمارة ما بعد الحداثة، ويمثل الاعتقاد المثالي بالوئام مع التكنولوجيا.
تمثل هذه الحركة الطليعية إعادة التفكير المستقبلي لجمالية ووظائف المدن سريعة النمو. ويؤمن مخططو المدن والمعماريون والمصممون المستقبليون الجدد بالمدن التي تظهر العواطف، ويهتمون بالجانب البيئي والاستدامة، وتنفيذ مواد وتقنيات جديدة لتوفير نوعية حياة أفضل لسكان المدن.

يُعد المعمار الأمريكي ريتشارد بوكمينستر فولرومعه عدد من الفنانين والمعماريين والشعراء الأمريكان والأوربيين مثل إيرو سارينين، سيد ميد، أندريه فوزنيسينسكي، سيمون ستالينهاغ، هيننغ لارسن ماركو لودولا، من رواد هذا الاتجاه الفني والمعماري.
لقد أعاد إطلاق المستقبلية الجديدة في القرن الواحد والعشرين عدد من المعماريين المعاصرين مثل زها حديد وسانتياغو كالاترافا وأدرين سميث ونورمان فوستر وفيتو ديباري، حيث يظهر هذا جليًا في تصميماتهم المعمارية.
**البناء المستقبلي يقوم على استخدام الكتلة المائلة والمستويات المتداخلة في البناء، وذلك في مبنى قائم بذاته لا تحده مبانٍ أخرى
**مواد البناء الجديدة ساعدت على إقامة هياكل وأغلفة منحنية من خامات ذات مرونة عالية نسبياً في عالم البناء.
في الوقت الراهن ليس باستطاعة العامة أن يمتلكوا مثل هذه المباني المستقبلية التي تعد أيقونات معمارية، ذات قيمة فنية عالية في عالم الإنشاء والهندسة، والتي كانت مع بداية تخطيطاتها الأولية، ونماذجها المعروضة أشبه بحلم مجنون. لا يريد أن يصدقه المهندسون التقليديون، ولا يريدون أن يلتفت إليه الناس. في الوقت الراهن بعد أن شاهدنا هذه المباني تتحقق على أرض الواقع وفي نطاق ضيق بات بإمكاننا أن نحلم، فقط، منتظرين بيوت المستقبل المقامة في الفراغ وعلى جناح الريح!

الإيمان بالأفكار الخلاقة

إن من يكسر القاعدة التقليدية ويؤمن بالأفكار الخلاقة حتى وإن بدأت مجنونة بعض الشيء في عالم العمارة، ويقف داعماً ومسانداً، فلا شك أنه يختصر زمناً بالاتجاه نحو المستقبل. ولعل دار أوبرا سيدني خير دليل على ذلك. فهي مثال للبناء المعاصر الذي سبق عصره، وذلك بفضل محافظ سيدني الذي ساند المهندس الدنماركي جورن اوتزن عام 1974م. حيث قدم الأخير الرسومات الأولية لهذا المشروع وهو موقن بأن هذه التحفة المعمارية لن تظهر على سطح الأرض بالمبلغ الذي رصدته سيدني لمشروعها الفني، إذ كان ما رصدته هو 40 مليون دولار فقط! بل ستكون التكلفة أكثر من ضعف هذا الرقم. كانت المؤامرة الصغيرة بين المحافظ والمهندس الفذ بأن يُكتب في العرض أن قيمة التكلفة 40 مليون دولار، بينما هي في الأصل 100 مليون دولار. وقبل منتصف نهاية المشروع صرف المبلغ دون أن ينتهي البناء.. وتوقف المشروع بين أن يكون أو لا يكون.. لكن جهود المحافظ التي حضت على أن تضخ 60 مليون أخرى لم تفشل.. فقام البناء «أوبرا سيدني» الذي يعد حتى اليوم أجمل مسارح العالم، وأيقونة مدينة سيدني الرائعة.
إن الإيمان بالأفكار الخلاقة هو ما يحتاج إليه المبدعون لتنفيذ أعمالهم، هكذا يقال. لقد بدأ فن العمارة المستقبلية، إن جاز لنا أن نحصر البدايات في ما سجله التاريخ الفني فقط، منذ عام 1988م، وذلك من خلال معرض الفن الحديث الذي أقيم في نيويورك تحت مسمى «عمارة تفكيكية». كان هذا النوع من التصاميم المعمارية يخالف جميع تقاليد العمارة العقلانية. وكانت نماذج المشاريع مجنونة وغير منطقية ولا يمكن أن تُنفذ على أرض الواقع. إذ راهن الكثير من المهندسين والمقاولين على ذلك. لكن ما كان مستحيلاً بالأمس أصبح ممكناً اليوم. لقد كان حضور أعمال مختارة لمهندسين معماريين أمثال فرانك جيري وزها حديد ورم كولهاس، وبيرنارد تشومي وبيتر آيزنمان في متحف الفن الحديث في أواخر الثمانينيات الميلادية إيذاناً بالصفة الشرعية لهذا?الاتجاه الحديث الذي حملته أعمالهم، ما جعلهم يُعدون الآن رواداً لهذا الفن المعماري. يقول أيزنمان أحد رواد العمارة التفكيكية: «إن عمارة التفكيك هي البحث في القبيح عن الجميل، واللامنطقي في المنطقي». باختصار هذه هي العمارة المستقبلية التي بلا شك تُعد عملاً فنياً قائماً بذاته.
فن العمارة شبيه بالكائن الحي يتطور مع تطور الثقافة، ويخضع لمتطلبات العصر. فمثلما نهضت العمارة الحديثة مع بداية القرن العشرين في ألمانيا مع تطور الخرسانة والزجاج، فإنها مع نهاية الثمانينيات الميلادية قفزت قفزات متوالية بأفكار أسطورية ومجنونة، وكان ذلك في أمريكا وأوروبا. فتطور معها أسلوب ومفهوم التصميم المستقبلي وطرق البناء. بدءاً من المشاريع السكنية وانتهاءً بالأيقونات المعمارية من فنادق ومتاحف ومسارح ومراكز تجارية. وبما أن الأيقونات المعمارية تُعد أماكن جذب سياحي فإن الكثيرين بدأوا يلتفتون لهذه النقطة. فبد? البحث عن تلك التصاميم المبهرة التي يتناغم فيها الفن والعمارة، وتتميز بالغرابة.

Commentaires

Articles les plus consultés